احبتي .. اهلا ومرحبا لحضوركم . فان قرأتم فقد غمرتموني بلطفكم. فان اضفتم وعلقتم فهذا من فائض كرمكم . وان على الرحيل عزمتم فلنا أمل بلقاءكم
(الرجاء المشاركة بالاستطلاع اسفل الصفحة)
بحث مخصص

السبت، 12 مارس 2011

سعودية من لبنان5 , رواية

سعودية من لبنان
الفصل الأول  الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع

الفصل الخامس.
كانت معالي في مرسمها تضع اللمسات الأخيرة على اللوحة التي رسمتها لعرفان وقد تلطخت اجزاء من ثيابها باللألوان حين دخلت اختها هيفاء ذات الأربعة عشر عاما وقالت وهي تتأمل اللوحة :معالي ..
-: ايوه هيفاء ..شو رأيك في اللوحه؟
-:هللأ انتي اللي رسمتيها لا هي اللوحه؟
احست معالي بالغيظ من اختها وهي تقول : لكان شايفه حدا معي بهي الأوضه ؟

قالت هيفاء وهي تبتسم :شكله حلو كتير .
-:منو ياللي حلو كتيير..اللوحه؟
-:لا بقصد ياللي عم ترسميه .
-:ايه لك ضبي وجهك وروحي اندهي له  لحسام.قولي له معالي بدها ياك بسرعه .



خرجت هيفاء ودخل بعدها حسام بدقائق وعندما وقع بصره على اللوحة التي اوشكت على الانتهاء قال وهو يطلق صفيرا حادا :معالي .. لك لا تقولي انك انتي اللي رسمتيها !.
-:لكان شو . شورأيك؟
-:حلوه كتيير .. بس وينك ..لهللأ أنا بشك انك انتي ياللي رسمتيها .
-:حساام ..بيكفي تحطيم أخي ..لك شجعني ولو مره بحياتك.
-:ههههههه  لا عن جد حلو كتيير ..انا بعتبرها اول لوحه رسمتيها بحياتك!
-:لك يسلم لي هالوش .. حسام وينه رفيئك صار له كم من يوم ما بيجي لعندك ؟!.
-:عرفان ..ابدا .. الظاهر انه منشغل هاليومين  ..بس ..شايفك مهتمه فيه شوي موهيك ؟

-: لا .. بس بدي ورجيه الرسمه .
-: عالعموم  حنا بالعادة ما بنغيب عن بعض اكتر من يومين تلاته ..
سكت حسام قليلا ثم اضاف : حبيته كتير هالزلمه ..على الرغم من اننا ماتعرفنا على بعض الا من كم من شهر لكن بعتبره من اعز اصدقائي ..
انسان طيب وحبوب والعيبه ما بتطلع من تمه  .ما بنغيب عن بعض اكثر من ايام الا ولازم حدا فينا يسأل عن التاني .
معالي: حلوه الصداقه اللي متل هيك ..بتحب صديقك لذاته مو لأي اشي تاني .
-:شي أكيد بس في ياللي احلى من الصداقه كمان .قالها وهو يبتسم.
-:ابتسمت معالي ابتسامة خفيفه ثم قالت وهي تحاول ان تغير الموضوع:منيحه اللوحه ..ماهيك؟


            *********

كان عرفان متجها بسيارته الى بيت صديقه عبدالله لاصطحابه الى النادي عندما رن هاتفه الجوال . القى نظرة على الرقم المميز والغير مخزن بهاتفه ثم اجاب.

:مرحبا .
-:اهلين ..كيفك عرفان ؟
(هلا والله بهالطله  يسلم لي رقمك المميز وصوتك العذب ووجهك اللي احلى من القمر )
-:اهلين معالي .. ويش هالمفاجأة الحلوة ذي .
-:بتمنى ماكون ازعجتك .
-:لالالا ابدا معالي  انتي تتصـ ..اقصد انتي او حسام تتصلوا بأي وقت .
-:وياترى فاضي هلللأ لو مشغول ؟
-:ابدا ..بمر على صاحبي عبدالله وبنروح سوى للنادي . خير اذا محتاجة لأي خدمه الغي التمرين اليوم مافي أي مشكله .
-:لالا ما الو داعي ..بس حبيتك فرجيك اللوحه ياللي رسمتها ل الك .
-:ماشاء الله ولحقتي تخلصيها بهالسرعه .
-:لكان شو ؟ ماكان الي شغله بلأيام اللي فاتت الا هااللوحه .بس طلعت بتجنن .
-:سألها عرفان بتخابث : اللوحه ؟
-: لم تتنبه معالي لمغزى سؤاله فأجابت: ايه طبعا اللوحه .وهللأ قلي ايمتى بتجي لتشوفها؟
-: انشاء اخلص من التمرين وامر عليك .
-:اوكي بنتظرك لكان .. باي .
-:باي !
اصطحب عرفان عبدالله للتمرين الذي بدا فيه عرفان حيويا ومتألقا على غير عادته في الأشهر الأخيرة وفي طريق العودة.

عبدالله : ماشاء الله ..اليوم شايفك متألق وفرحان فوق العاده.
-:ههههههه ..النواحي النفسيه لها دور ياصاحبي .. سبحان الله  قبل أقل من شهر كانت الدنيا بعيني سوده وكئيبه .
-:والآن  ويش اللي تغير ؟
-:اتغيرت اشياء كثيره ياصاحبي ..كثيره في معناها وان كانت قليله في مضمونها !
-:ربنا يديم السعادة ..بس  قللي يعني ويش اللي جد؟
بدا على عرفان انه يفكر في صياغة ما يود قوله ثم حكى لعبدالله قصته مع معالي والحديث الذي دار بينهم وماتلا ذلك.
افهم من كلامك انك ناوي تتزوجها؟
-:بصراحه ..البنت حلوه وظريفه وانا ارتحت لها كثير .. لكن لازلت افكر ! يمكن اكون محتاج اتعرف عليها بشكل اكبر.

بدا بعض التردد على وجه عبدالله .  خير ياعبدالله ..تبغى تقول شي ؟
-:بصراحه ..البنت اخت صاحبنا وما اقول فيها شي ..لكن ...
-:لكن ايش ياعبدالله ؟
بدا ان عبدالله يحاول انتقاء الكلمات المناسبه وهو يقول : البنت اصلها لبناني واسلوب تربيتها ودراستها في امريكا  هذا غير ان عاداتهم تختلف عنا .. ومن ناحيه ثانيه تعتقد انه اهلك ممكن يتقبلوها او حتى يوافقوا على زواجك منها؟
-:بالنسبه لأصلها فهذا مايمثل لي اي اهميه وماله أي دور في الموضوع ..انا مايهمني غير البنت نفسها . أما عن دراستها في امريكا فأنا معاك انها فري بزياده شويه لكن هذا الموضوع ممكن اعالجه وبالنسبه لأهلي فانت تعرف الوالد الله يعطيه طولة العمر , انسان متفهم وبيعاملني معاملة الأخ وما اظنه بيعارض .

-:طيب وأهلها؟
-:ويش بهم اهلها .. انت تعرف حسام ..رجال والنعم فيه .
-:حسام والنعم فيه ما اختلفنا .. لكن وضعهم الاجتماعي .. ابوها من رجال الأعمال
ومن يوم مااستقر في المملكة ابتدا يعرف كواحد من وجهاء المجتمع .
-:لاتنسى اني من عائله معروفه كمان .
-:طيب ..وبنت خالك ؟ خلاص نسيتها ؟

ظهر بعضا من الأسى على وجه عرفان ثم قال : بنت خالي اختارت طريقها ومااقول غير الله يوفقها .


            *********


اتصل عرفان بمعالي وهو يركن سيارته بجانب الفيلا :
عرفان:السلام عليكم
معالي:وعليكم السلام .. اهلين عرفان ..وينك ؟
-:انا عند البوابه ..بس ....  حسام موجود ؟
-:لا مانو موجود .. وبعدين انت جاي من شاني ولا من شان حسام ؟
-:لا بس أقصد آآ ..
-:انا كلمت البواب عالانتركوم  وهلللأ بيطلعك لفوق .

احس عرفان وكأنه تلقى امرا حاسما فابتسم وهو يلقي التحيه على البواب الذي يعرفه مسبقا فقام بمرافقته الى داخل الفيلا وبعد ان دخلا الى الفيلا صادفا السيد سعد الرزان وهو يهبط الدرج قادما من الدور العلوي ومتجها الى الخارج ..

اهلين عرفان ..كيفك ياابني ؟
عرفان: اهلا استاذ سعد ان شاءالله تكون بخير ؟
-:وينك ياابني ؟ صار لي مده ما عمشوفك؟
-:مشاغل الحياة يااستاذ سعد .
-:الله يكون بعونك ياابني ..بس حسام بعته بمأموريه للرياض وبيرجع باكر باذن الله.
احس عرفان بحبات العرق تكاد تتساقط من جبينه الا ان البواب انقذ الموقف وربما زاده سوءا عندما تدخل في الحديث بلهجته النوبية الجميله: الاستاذ عرفان جاي من شان الآنسه معالي وهي بتنتظره فوق بالمرسم .

ابتسم الاستاذ سعد وهو يقول : ايه لكان اتفضل ياابني اعتبر البيت بيتك ..بخاطرك.
واكمل الاستاذ سعد طريقه الى خارج المنزل في حين ظل عرفان واقفا بمكانه مندهشا ومحرجا في الوقت نفسه حتى اشار له البواب بيده وهو يقول :اتفضل يا استاذ عرفان  . صعدا الى الدور العلوي وطرق البواب باب الحجرة بلطف فأجابه الصوت من الداخل ..اتفضل .

دخل عرفان الى الحجرة فرحبت به معالي ومدت يدها لمصافحته فمد يده على استحياء .
معالي: اتطلع منيح وقولي شو رأيك ؟
وقف عرفان متأملا صورته للحظات ولم يملك الا ان يقول : سلمت يمينك يامعالي .
-:الله يسلمك ..عجبتك؟
-:فوق ما تتصوري .. حول نظره اليها متأملا عينيها الواسعتين فقالت له : هي بعتبرها لوحتي الأولى ورح بتكون اغلى لوحه عندي . .. تصور اول مره حسام وهيفاء بيدمحوني  ... بتصدقها هي ؟ .

-:قصدك انها رح تكون اغلى لوحه عندي ..
-: مافهمت عليك ؟
-:يعني انت دورك انتهى باكتمال اللوحه والمفروض الآن تسليمها لصاحبها !
-:لك بتكرم عينك ..بعملك نسخه منها بس الأصل ..no way
-:هههه ماشي كلامك ..عاد ماباليد حيله
-:بدك ما تأخذني ما ضيفتك بشي ..شو بتحب تشرب؟
-:أولا ..انا ما بعتبر نفسي ضيف في هالبيت ..بالعكس  ..سواء حسام او انت او حتى الاستاذ سعد  كلكم بتحسسوني وكاني من اهل البيت .
-:هي معك حق فيها ..بس بدي اسمع ثانيا .
-:ثانيا ..عجبني بالحيل عصير الشوكلاته الساخنه وابغى اذوقه مره ثانيه .
-:هههه بالهنا والعافيه على قلبك يارب . وياترى في ثالثا ؟.
-:لأ
-:طيب انا عندي ثالثا ..شورأيك نحتفل بمناسبة اتمام اللوحه وتعزمني عالعشا بآي مطعم؟!
-:وقف عرفان ينظر اليها بصمت وقد اذهلته بطلبها المفاجيء والجريء!
ولما طال صمته نطقت معالي وهي تبتسم :شو ..طلبت منك اشي كتير ؟؟
-:لالا ابد.. الغالي يرخص لك يامعالي .
-:عن جد ؟..ولا مجامله ؟

انبعثت نغمة الرسائل من جوال عرفان فأخرج جواله ونظر الى اسم المرسل فارتسمت على الفور  علامات الدهشة على وجهه .



(حسبت اني نسيتك لكن يوم ماشفتك  ...قليبي حن
غلاك اول غلاك الحين مثل اول في قلبي.... كن
فؤادي لو انشطر نصفين لكم نصفه وبالثاني حبيبي.. ثن
حبيبي في العشق مافي كرامة لا ولافي انتظر... واتئن)

المرسل ..عناد!!!

صمت عرفان مليا وهو يقرأ الرساله غير مصدق لما يراه! لدرجة انه نسي وجود معالي معه.ولما طال صمته قالت معالي : شو ..مهم كتير هالمسج؟

-:هاه .. لالا ..يعني اقصد مو كثير  ..احنا ويش كنا بنقول ..آه بخصوص العشا ..معالي ..ماانتي شايفه انه مفروض نستأذن من الاستاذ سعد ؟
-:أبي بيعاملنا بمبدأ الثقه وانا ما بخبي عنه شي ..لكن مو من الضروري اني استأذنه .!!
-:ولو من باب الذوق يا معالي ..ولا تنسي ان الوالد دخلني لبيته ووثق فيني ورح يكون موقفي معه محرج اذا ما استأذناه .
-:خلاص عرفان ..بلاها هالعزومه ..موضروري يعني .
-:لا معالي تكفين كله الا زعلك .
-:بيهمك اني ما ازعل ؟
-:بيهمني فوق ماتتصوري !

ظهر الرضا على وجه معالي فاضاف عرفان :ويهمني ان اعزمك اليوم .
بس اعتبريه اول طلب اطلبه منك ..اتصلي على الوالد واستأذنيه ..بس .

               ***************

في المطعم التابع لأحد المنتجعات السياحيه  جلس عرفان مقابل معالي  وهو يتأمل من خلال الواجهة الزجاجية للمطعم منظر شلال صناعي تحيط به الخضرة من كل  جانب . الا ان فكره كان يعتمل بعيدا  كان يفكر في عناد التي لم يكد يجد ما يشغل تفكيره عنهاحتى عادت لتقتحم حياته من خلال تلك الرسالة التي بعثت بها اليه .

عرفان ..لوين وصلت ؟
-هاه .. لا ابدا  !
-من بعد ما وصلتك المسج صرت غير شكل ! الظاهر انها شاغله بالك كتيير !
-من هي اللي شاغله بالي ؟
-وشو بيعرفني !
-معالي ..ممكن اسألك سؤال ؟
- ايه تفضل .
-انا .. ويش أمثل بالنسبة لك ؟

صمتت معالي للحظات وقد بدا انها فوجئت لسؤاله المباشر  وبدأت تفكر في اجابة مراوغة .

-سدأني مابعرف ..بس اللي بعرفه اني وثقت فيك و..و بحس براحة لما بحكي معك ...وأنا  شو بمثل بالنسبة الك؟
ابتسم عرفان وهو ينظر الى هذه الفتاة التي تتصرف دوما على سجيتها ويتساءل ترى ماالذي جعلك تعجب بها الى هذا الحد ؟ هل هو جمالها الفاتن أم طيبتها وتلقاءيتها البالغة حد السذاجه احيانا واخذ يقارن بينها وبين عناد التي كان يعجب بذكائها .هناك فرق كبير بين الشخصيتين .لعل هذه فرصة مناسبه ليعترف لها بحبه .ولكن هل هو يحبها بالفعل ؟ ام انه مجرد اعجاب ؟ ثم ماذا عن عناد ؟
فهو متأكد انه لازال بقلبه مكان لها رغم كل ما حصل !

-لك  شبك ..ليش ما عم بترد على سؤالي ؟
-هه.. أنا يراودني نفس الشعور  ..احس بالثقه وبالراحه في الكلام معاك !

بدا على الفتاة خيبة الأمل وتمنت لو انها اجابت على سؤاله بشكل مباشر وصرحت بأنها تحبه !

معالي : بتعرف ..من كم من يوم  كنت  بفكر اني كمل دراستي بدبي أو لبنان  لكن هللأ حاسة اني اتأقلمت عالوضع هون وكأنو في اشي اتغير بحياتي !
عرفان مبتسما : بزعل منك هه .لاعاد تفكري هيك بنوب ..
-ههههههه شايفة صرت عم تحكي لبناني .
-لكان شو
                      ***********
جلست كل من عناد وليلى في كفتيريا الجامعة يتناولان افطارهما  وقد بدا على وجه عناد التفكير وهي تخاطب ليلى

-مر على الرسالة ثلاث أيام والأخ لاحس ولا خبر !
-والله انا نصحتك وانتي ما سمعتي النصيحه  ! .. صدقيني ياعناد من الأفضل لك وله انك تنسيه وتشيليه من بالك تماما.
وبعدين الرجال مو على كيفك ! متى ما بغيتي تصرفيه تقولي الزواج قسمه ونصيب !ومتى مابغيتي ترجعيه ترجعيه بمسج !
-طيب ..بس على الأقل يرد علي ولا..

في هذه الأثناء انضم لهم كل من زينة وخولة ومعالي  ..

زينة : هاه قاعدين تحشو في مين ياترى ؟!
ليلى :نحش فيكي طبعا !
زينة : اذا فيني حشي على كيفك ..ترى مافي حيل أرد عليكي ..يعني خذي راحتك !
خولة :ههههههه فررررررصة
زينة:ياساتر ..قد كدا حاقدة ! هذا وانا  عشيتك ووديتك مدينة الألعاب ومدري وشهو ..
معالي :ماشا الله .. طيب اعزمونا ولو بالكدب .
زينة :ولا يهمك. حبيبتي انتي يا معالي  المرة الجايه رح اعزمك .
عناد:بنات  هالاسبوع نبغى الويكند فللله ترى طفشونا  محاضرات.

___
انتهى الفصل الخامس.

ابراهيم قراقوش.

تابع ايضا:
بقربك تزداد حلروفي جمالا,خاطرة
قطار الزمن ,قصة قصيرة




هناك تعليقان (2):

  1. شكرا لك ماقرائته حتى الان يشد ويرغب المرء في المتابعة


    http://rewaeate.blogspot.com

    ردحذف
  2. سعدت بمتابعتك سيدتي الكريمة ...شكرا لتعليقكـ

    ردحذف