احبتي .. اهلا ومرحبا لحضوركم . فان قرأتم فقد غمرتموني بلطفكم. فان اضفتم وعلقتم فهذا من فائض كرمكم . وان على الرحيل عزمتم فلنا أمل بلقاءكم
(الرجاء المشاركة بالاستطلاع اسفل الصفحة)
بحث مخصص

الأربعاء، 9 فبراير 2011

سعودية من لبنان3- رواية

سعودية من لبنان
الفصل الأول  الفصل الثاني

الفصل الثالث:


أحمد ظهر في حياتي فجأة بدون مقدمات .قالت عناد .زي ما اختفى فجأه بدون حتى وداع .
التمعت عيني عناد وهي تواصل حديثها . احمد كان يعرف اخوي طارق معرفه سطحية , صادفته في يوم وانا خارجه من البيت ..كان بيتكلم مع طارق .. التقت نظراتنا للحظات اثناء ما كنت باركب السياره .في البداية مالفت نظري بشي .شكله زي اي شاب عادي جدا ..بسيط  ولو ان امارات الطيبه باديه على وجهه. لكن صورته انطبعت في خيالي ولقيت نفسي افكر فيه .عاتبت نفسي وحاولت اتناساه وهذا اللي كان لكن بعدها بأيام كلمني اخوي طارق وقال ان صديقه احمد يبغى يتقدم لخطبتي وجلس يمدح لي في احمد وكيف انه معروف بحسن اخلاقه وتعامله الطيب .طلبت من طارق يعطيني فرصه للتفكير



ومر اسبوع واثنين وكل ما سألني طارق احاول اماطله وما اعطيه اجابه شافيه وفي يوم جاني اتصال من احمد .ما سألته كيف عرف رقم جوالي ..عرفني بنفسه واستأذني في انه يتكلم عن نفسه بشكل موسع وبدأ يتكلم ويتكلم ويتكلم ..كان كلامه ساحر وجذاب ياليلى لدرجة اني ماحسيت بالوقت ولقيت نفسي بأتجاوب معاه

في الكلام بدون رهبه او تكلف وكأني بأعرفه من زمان وفي آخر المكالمه استأذن في انه يتصل بي في اليوم الثاني ..واستمر يتصل يوميا لمدة اسبوع . كنت بأشتاق لموعد اتصاله واذا اتأخر ولو لدقايق احس بالخوف والقلق .

قاطعتها ليلى :وطبعا في هذي الفتره نسيتي عرفان ؟
-: لأ ..عرفان كان حاضر في ذهني حتى وانا بأتكلم مع احمد احيانا .شعرت اني حبيت احمد بنفس القدر اللي كنت بأحب فيه عرفان. وفي آخر مكالمه طلبت من احمد انه يتوقف عن اتصالاته لمدة اسبوع .

حبيت اني اعطي نفسي وقت للتفكير من غير ما يتأثر قراري بأحمد او عرفان وفي هذي الفتره كان جوالي مغلق اغلب الوقت.
ليلى:ايوه اذكر في ذيك الايام كانو كل البنات يسألوني عنك.
-:قررت اني احسم الموضوع اما اني اوافق على احمد او اعتذر له اوانتظر عرفان اللي كان ينتظر تخرجه من الجامعه علشان يخطبني بشكل رسمي .

حاولت اعقد بينهم مقارنات لقيت انهم متقاربين في كل شي تقريبا باستثناء انه عرفان يمتاز بالجمال والوسامه بشكل آسر في حين انه احمد يفتقد لهذي الصفه مع اني ما شفته الا للحظات بسيطه بينما شعرت انه احساسي بالأمان والاستقرار رح يكون افضل مع احمد
لكن.. احساسي كأنثى كان يستثيره عرفان بشكل اكبر !

وبعد حيره وتردد اخترت عرفان .قررت اني اتصل بأحمد واعتذر له بلطف .واتصلت به وكنت محظره في نفسي الكلام اللي رح اقوله ..لكن احمد ما اعطاني الفرصه للكلام ..وكأنه خمن الكلام اللي كنت ناويه اقوله ! وعلى الرغم من اني ماسبق وعلمته عن عن علاقتي بعرفان وحيرتي بينهم لكن حسيت انه عارف كل شي.

احمد اعطاني احساس جميل تتمناه اي بنت . حسسني اني هدف يقاتل في سبيل الحصول عليه بكل استطاعته وبعد نص ساعه كنت بألمح لأحمد بالموافقة على الزواج وبعد ما اتقدم لي كان مستعجل جدا على الزواج لدرجة انه الزواج تم بعد اقل من شهر واحد!
وصدقيني ياليلى ماسبق وندمت للحظه على اختياري لأحمد .صحيح انه احمد أثر فيه باصراره وكلامه الساحر واسلوبه الجذاب وعرف كيف يستميل قلبي لصفه لكن ما أثر في قراري الا عن اقتناع وعقلي كان حاضر على طول الخط.

ليلى :آه ...مسكين ياعرفان.
-:ارجوك لاتحاولي تحسسيني بالذنب ياليلى.
-:ماقصدت كذا لكن كنت متعاطفه مع عرفان لأنه ياغافل لك الله
ماكان يدري انه احمد يبذل كل جهده علشان يفوز بقلبك.ولو دري
يمكن كان الوضع اختلف.
صمتت ليلى لبرهه كأنها تفكر فيما ستقوله ثم اضافت:طيب والحين ماتفكري في عرفان؟
ظهر الأسى على وجه عناد وهي تقول: أنا عارفه عرفان...لايمكن  يفكر فيه ثاني.
-: بصراحه .. هو معذور
-:صح ...معذور  . وبعد فترة من الصمت . لكن مااقول غير الله يرزقه ببنت الحلال اللي تسعده وتنسيه اللي فات.
ليلى: يعني عرفان الحين فري؟
-: هههههه ايوه فري ..ورينا شطارتك .
انبعثث نغمة رساله من جوال عناد  فقرأت الرساله وتجمدت نظراتها ولم تنطق بحرف بل اكتفت بمناولة الجهاز الى ليلى التي ماان قرأت الرساله حتى شهقت واتسعت عيناها وبرزت حتى لتكاد ان تلامس زجاج نظارتها الطبيه!!!

             *********


توافد افراد الشلة على المقهى فكانت زينة ودلال اول الحاضرين تلتهما عناد برفقة ليلى ثم حضرت خولة برفقة معالي التي كانت تضع العباءة على كتفيها بينما ينسدل شعرها الكستنائي المصبوغ باللون الأشقر على الكتفين بدون غطاء على الرأس.
احست عناد ببعض الغيرة عند قدوم معالي لما رأت اعين الشباب في ذلك المكان ترمقها باعجاب وانبهار وان كانت نظرات البعض تحوي نوعا من الاحتقار بينما كان بعض الفتيات ينظرن اليها شزرا .
طلبت كل من الفتيات نوع المعسل المفضل لديها بينما اكتفت عناد بتناول المشروبات في حين ارتأت معالي ان تجرب المعسل للمرة الاولى فطلبت معسل التفاح الذي تفضله خولة . تركز معظم الحديث عن الجامعة والدكاترة والطالبات ولم يخلى حديثهن من بعض (الحش) في الدكتورة الفلانية او الطالبة العلانية وبدأت معالي تألف الحديث مع زميلاتها بلهجتها اللبنانية وتحاول احيان تقليد بعض الكلمات من لهجتهن وان بدا تقليدها مضحكا بعض الشيء .
وفي زاوية اخرى من نفس المقهى جلست مجموعة من الشباب وكان من بينهم حسام اخو معالي وعرفان وصديقة عبدالله . انشغلت مجموعة منهم بلعب الورق بينما كان حسام وعرفان وعبدالله يتبادلون الحديث . اجاب حسام على موبايله وكان المتصل هو والده الذي اخبره ان عليه احضار اخته معالي نظرا لتكليفه للسائق بمهمة اخرى . اتصل حسام بأخته : الو ..معالي انتي وينك هللأ ؟........................... ايه بعرف انك مع صحباتك بس وين ؟....................
لأنه أبي خبرني اني وصلك عالبيت  خاطر الشوفير مشغول ....................
........... لعمى ..انتي متأكده من اسم المحل ......... اوكى ماشي الحال بمرك عالتنتين ونص لكان ....خاطرك .
التفت حسام مخاطبا عرفان وعبدالله : مين بيسدأ انه اختي موجوده هون هلللأ .
عبدالله : ههههههه .. الدنيا اصغر من ما تتوقع يا صاحبي .
عرفان : سبحان الله ..  تمر علينا مواقف غريبة احيانا ونسميها مصادفة مع انها ابعد ماتكون عن ذلك .. مااعتقد انه في شي اسمه مصادفة في هذا الكون .

بعد فترة من الصمت تخللتها اصوات لاعبي البلوت وتحدياتهم وشجاراتهم .
حسام: عرفااان  شو رايك تمرني اليوم المسا بنعمل لنا شي تسخينتين عالباسكت
عرفان : ان شاء الله ...اذا الله اراد.
حسام: يالله بخاطركن لكان .
تولى حسام ايصال خولة وشقيقته الى منازلهن. فيما عادت عناد وليلى برفقة السائق الخاص بعائلة ليلى . وفي السيارة كانت ليلى منفعلة وهي تقول : أنا ...أنا يقول عني  آآآ مدري ايش .  أطلقت عناد ضحكة عالية وهي ترفع رأسها للأعلى  مما زاد من اغاظة ليلى  .فقالت وهي تعدل من وضع نظاراتها . مبسوطة ما شاء الله  هاه .
عناد : يعني ويش تبغيني اسوي ياليلى  . هم يضحك وهم يبكي وكأني ناقصته هذا اللي مسمي نفسه أمير قلبك . واضافت مبتسمة. وبعدين انتي اللي بديتي ,,مو قلتي انك  بتأكليه الخابور اللي ينسيه حليب امه ؟
ليلى :  اسمعي الظاهر ان هذا الحيوان بيتجسس على جهازك
لاتستخدمي الكاميرا ولا المايك ولا .. ولا اقلك لاتستخدمي الجهاز اصلا . واعطيني ايميله ورقم جواله .


          ************

كانت بوابة فيلا سعد الرزان مفتوحة وعندما اوقف عرفان سيارته وترجل منها كان السيد سعد يخرج من البوابة بسيارته الجاكور .القى عليه عرفان التحية.
سعد: وعليكم السلام  اهلين ياعرفان ...كيفك .
-: بخير ...عساك بخير يا ابو حسام
-: بنشكر الله يا ابني
-:ياترى حسام موجود .. انا على موعد معاه .
-: حسام  خرج لمشوار صغير .. شويتين وراجع .. انطره بالحديقة
-:لا ... اروح وارجع له بعدين .
-:لاه يا ابني ولو  انت من اهل الدار  ,,انطره بالداخل هلأ بيجي .
-: اوكى .. شكرا يا ابوحسام
-:اهلين يا ابني بخاطرك .

دخل عرفان الفيلا والتف الى ملعب كرة السلة فتناول احد الكرات واخذ يتسلى بتصويبها على الباسكت من زوايا مختلفة ولم يتنبه لوجود معالي التي كانت تتابعه من حوض السباحة وهو يرتدي زيه الرياضي . لم تكن تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها عرفان فقد شاهدته عدة مرات عندما كان يحضر للتمرين مع اخيها او عندما يحضر برفقة صديقه عبدالله لقضاء بعض الوقت مع حسام في الحديقة وممارسة بعض الالعاب .
ولم تكن معالي بتلك الفتاة التي تهتم بالشكل الخارجي للرجل وحسب بل كان اهتمامها يتركز على فكر الرجل وثقافته واسلوبه في التعامل لذلك لم يسترعي عرفان انتباهها كثيرا بالاضافة الى ان فكرتها عن الشباب السعودي كانت سيئة الى حد ما .

خرجت معالي من حوض السباحة وكانت ترتدي زي سباحة يصل الى مادون الركبتين  فناولتها احد الخادمات روبا لترتديه وتنبه عرفان لوجودها فأحس ببعض الحرج ثم اشار لها بيده محييا وهم بالانصراف الا ان معالي استوقفته باشارة من يدها ودعته للجلوس عل الطاولة .
ازداد موقف عرفان حرجا وفكر بأن يعتذرلها وينصرف الا انه رأى بأن ذلك سيكون تصرفا غير لائق  فجلس امامها على الطاولة بعد ان تبادل معها بعض العبارات الترحيبية وحاول ان يوضح موقفه بأنه لم يتبه لوجودها وما الى ذلك.

معالي: مافي مشكله أخ آآآآ .... ؟
عرفان: عرفان ....... عرفان صالح العبدالله .
-: ايه اهلين اخ عرفان .. انا معالي ,, اخته لحسام .
كانت هذه هي المرة الاولى التي يشاهدها عرفان عن قرب فلم يلحظ من قبل انها على هذا القدر من الجمال .تأملها بطرف خفي  بشعرها المبتل ووجها الدائري الأبيض المشرب ببعض الحمره  ولون عينيها الذي  صعب عليه تمييزه في بداية الأمر فقد كان بين الرمادي والأخضر فكاد ان يقسم بينه وبين نفسه انه لم يواجه فتاة بهذا القدر من الجمال سوى ابنة خاله عناد بل ان معالي تكاد ان تتفوق عليها في بعض التفاصيل مع فارق ان عناد تتمتع ببياض من النوع الصافي .

كانت عناد تقتحم مخيلته بقوة في تلك اللحظات عندما قطع عليه خواطره صوت الخادمة وهي تضع اكواب الشيكولاتة الساخنة  على الطاولة .

تناولت معالي كوب الشيكولاتة واخذت منه رشفة ثم وضعته على الطاولة.
وعرفان ينظر اليها فيما زال تائها .

(واحسـد اقداحـا تقبـل ثغـرهـا
اذا اوضعتها موضع اللثم في الفـم )

حاول عرفان ان يكسر حاجز الصمت فبدأ بسؤالها عن اهتماماتها الرياضية وانواع الرياضة التي تحب ممارسته .

(لعمى .. كل اهتماماتهن بالرياضة ومين ياللي فاز ومين ياللي خسر .... مجرد شكل جميل واجوف )

تجاوبت معه معالي بلا اهتمام ظاهر . ولاحظ عرفان ذلك فغير مجرى الحديث نحو المواضيع السياسية والثقافية ونحو ذلك .
بلاضافة الى كون عرفان  متحدثا لبقا فقد كان من النوع الذي يجيد فن الاستماع ويعرف كيف يكسب محدثه الثقة للاستفاضة في حديثة لذلك فسرعان ما بدء الحديث بينهما يأخذ منحنى آخر وبدأت معالي تسترسل في الحديث عن الفترة التي قضتها في امريكا ودبي ولبنان وبدأت شخصية عرفان تتبلور تدريجيا في ذهنها .

ثم دارت دفة الحديث عن الفنون التشكيلية فقالت معالي : بتعرف أنا عندي اوضه فوق حولتا لمرسم  وبقعد شخبط فيها من وقت للثاني ... الله وكيلك رسمت كل افراد العائله بس ولا حدا فيهن شجعني , الظاهر اني فنانه فاشله ههههه .

-:هههههه هو بصراحه احتمال وارد لكن ممكن يكون عندك الموهبه بس تحتاج لصقل او بمعنى ثاني تحتاج لتوجيه وارشاد  من خبراء في هذا النوع من الفنون
ومن ناحيه ثانيه فالحكم على قيمة اللوحة يحتاج الى عين خبيرة او ذواقة للفن ,
..لو اخذنا لوحة الموناليزا مثلا  وعرضناها على شخص عادي وماله علاقة بالفن فممكن يحكم بانها لوحة عادية جدا. بينما الواقع يقول غير ذلك .

-: الله يجبر بخاطرك .. انت الوحيد ياللي عطيتني الأمل اني صير رساما مشهوره في يوم من الايام .. وينه اخي حسام ليسمعاااك .
أنا هون يا افشل رساما شفتا بحياتي . قال حسام وهو قادم اليهم
ثم قال مخاطبا عرفان : اكيد وجعت راسك بأنها متله ل دافنشي و أنجلو وفان جوخ
اوعك تسدقها  هه ..  واوعك تخليها ترسمك  ..ايه لك بتحولك من عرفان الى منك عرفان ايشي! بنوب!!.

هههههههههه ضحك عرفان في حين  قالت معالي :زكرنا الأوط جانا ينط .
ايه لك نكايتن فيك بدي ارسمه وبتشوف.
حسام : بتعرف انا ياللي اسمي حسام مره رسمتني على شكل خنجر ! آل شو صوره رمزيه مصغره !
هههههههههههه ضحك عرفان بقوه هذه المره  في حين  عبست معالي وهي تقول :يا كززاب !!! .

قامت معالي واحضرت هاتفها الجوال لالتقاط صورة لعرفان على الرغم من ممانعته في بداية الأمر الا انه استسلم لقدره المحتوم  في حين كان حسام يعلق بقوله : الله وكيلك ياعرفان ... انتهى امرك .

         *********

غادر عرفان الفيلا متوجها الى منزله وهو يشعر بسعادة لم تزره منذ منذ وقت طويل . كانت صورة معالي تلمع في مخيلته  .كان يحاول ان يتذكر كل شيء عنها حركاتها وضحكاتها ومنظرها وهي تخرج من حوض السباحه وهي تحاول ان تلتقط صورة له بجوالها  ومنظرها الطفولي العابس حين كان حسام يعلق عليها ولم يشعر بنفسه الا وهو بجانب المنزل .
ترجل من عربته وقطع المسافة ما بين بوابة السور والمنزل في خطوات سريعة
وبعد دخوله المنزل  احس ببعض الظمأ فتوجه مباشرة الى المطبخ وسمع بعض الأصوات الصادرة منه فتوقع انها صوت والدته او بعض اخواته وعندما دخل وجد اخته بالفعل تعد بعض الحلوى وبجانبها كان يقف آخر شخص يتوقع عرفان رؤيته في تلك اللحظه ... كانت عناد تقف مندهشة وهي تنظر اليه.

انتهى الفصل الثالث وسيليه الرابع قريبا باذن الله
ابراهيم قراقوش

اقرأ ايضا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق